و{ الشفع}: ما يكون ثانياً لغيره ،و{ الوَتْر}: الشيء المفرد ،وهما صفتان لمحذوف ،فعن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الشفع يوم النحر ذلك لأنه عاشر ذي الحجة ومناسبة الابتداء بالشفع أنه اليوم العاشر فناسب قوله:{ وليال عشر} ،وأن الوتر يوم عرفة رواه أحمد بن حنبل والنسائي وقد تقدم آنفاً ،وعلى هذا التفسير فذكر الشفع والوتر تخصيص لهذين اليومين بالذكر للاهتمام ،بعد شمول الليالي العشر لهما .
وفي « جامع الترمذي » عن عِمران بن حُصين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الشفع والوتر والصلاةُ منها شفع ومنها وتر".قال الترمذي: وهو حديث غريب وفي « العارضة أن في سنده مجهولاً ،قال ابن كثير: « وعندي أن وقفه على عمران بن حصين أشبه » .
وينبغي حمل الآية على كلا التفسيرين .
وقيل: الشفع يومان بعد يوم منَى ،والوتر اليوم الثالث وهي الأيام المعدودات فتكون غيرَ الليالي العشر .
وتنكير{ ليال} وتعريف{ الشفع والوتر} مشير إلى أن الليالي العشر ليال معينة وهي عشر ليال في كل عام ،وتعريف{ الشفع والوتر} يؤذن بأنهما معروفان وبأنهما الشفع والوتر من الليالي العشر .
وفي تفسير{ الشفع والوتر} أقوال ثمانيةَ عشر وبعضها متداخل استقصاها القرطبي ،وأكثرها لا يَحسن حمل الآية عليه إذ ليست فيها مناسبة للعطف على ليال عشر .
وقرأ الجمهور:{ والوتر} بفتح الواو وهي لغة قريش وأهل الحجاز .وقرأه حمزة والكسائي وخلف بكسر الواو وهي لغة تميم وبَكر بن سَعْد بن بكر وهم بنو سعد أظآر النبي صلى الله عليه وسلم وهم أهل العالية ،فهما لغتان في الوتر .بمعنى الفرد .