/م46
{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتاً أَوْ نَهَاراً} أي قل لهم أيها الرسول أخبروني عن حالكم وما يمكنكم فعله إن أتاكم عذابه الذي تستعجلون به في وقت مبيتكم في الليل ، أو وقت اشتغالكم بلهوكم ولعبكم أو أمور معاشكم بالنهار ، وهو لا يعدوهما ( كما تقدم في الآيات 4 ،97 ، 98 من سورة الأعراف 7 ) .
{ مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ} أي شيء أو أي نوع يستعجل منه المجرمون المكذبون الآن ؟ أعذاب الدنيا أم قيام الساعة ؟ أيا ما استعجلوا فهو حماقة وجهالة ، وقيل:إن المعنى ماذا يستعجل منه المجرمون منكم إن أتاكم ؟ أي إن جملة الاستفهام جواب للشرط فيما قبلها ، وفيه بحث للنحاة الذين أوجبوا اقتران مثل هذا الجواب بالفاء ، وخالفهم غيرهم لا نعرض له ، وقد تقدم في سورة الأنعام{ قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون} [ الأنعام:47] ؟ وتقدم في تفسيرها وتفسير ما قبلها أن الاستفهام في ( أرأيتم ) و ( أرأيتكم ) مستعمل في اللغة بمعنى أخبروني عن حالكم وما يكون من عملكم إن أتاكم ذلك ؟