/م62
وأما ما وصفهم وعرفهم به فقوله:{ الَّذِينَ آمَنُواْ وكَانُواْ يَتَّقُونَ} فهذا استئناف لبيان حال هؤلاء الأولياء النفسية والعملية ، أي هم الذين جمعوا بين الإيمان الصحيح بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وملكة التقوى له عز وجل ، وما تقتضيه من عمل ، وعبر عن إيمانهم بالفعل الماضي لبيان أنه كان كاملا باليقين ، لم يزلزله شك ، ولم يحصل بالتدريج ، وعن تقواهم بالفعل الذي يدل على الحال والاستقبال ؛ لأن التقوى تتجدد دائما بحسب متعلقاتها:من كسب وحرب ، وشهوة وغضب ، والمعنى الجامع فيها أنها اتقاء كل ما لا يرضي الله تعالى من ترك واجب ومندوب ، وفعل محرم ومكروه ، واتقاء مخالفة سنن الله تعالى في خلقه من أسباب الصحة والقوة والنصر والعزة وسيادة الأمة .وقد فصلنا هذا في مواضع من أهمها تفسير قوله تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم} [ الأنفال:29] .
/خ64