هناك بحث بين المفسّرين فيمن هم المقصودون من أولياء الله ،إلاّ أنّ الآية الثّانية وضحت المطلب وأنهت النقاش ،فهي تقول: ( الذين آمنوا وكانوا يتقون ) .
الملفت للنظر أنّها ذكرت الإِيمان بصيغة الفعل الماضي المطلق ،والتقوى بصيغة الماضي الاستمراري ،وهذا إِشارة إِلى أنّ إِيمان هؤلاء قد بلغ حد الكمال ،إلاّ أن التقوى التي تنعكس في العمل اليومي ،وتتطلب كل يوم وكل ساعة عملا جديداً ،ولها صفة تدريجية ،فإِنّها قد ظهرت على هؤلاء بصورة برنامج دائمي و مسؤولية متواصلة .
نعم ..إِنّ الذين يرتكزون على هذين الركنين الأساسيين: الدين والشخصية ،يحسون بدرجة من الطمأنينة داخل أرواحهم بحيث لا تهزهم أية عاصفة من عواصف الحياة .بل يقفون أمامها كالجبل ،كما وصفهم الحديث: «المؤمن كالجبل الراسخ لا تحركه العواصف » .
/خ65