/م26
{ فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن} أي أن هذا العمل ومحاولة التنصل منه بالاتهام من كيدكن المعهود منكن معشر النساء ، فهو لم يخص الكيد بزوجه فيقال إنه أمر شاذ منها يجب التروي في تحقيقه بأكثر مما شهد به أحد أهلها ، وهو لا يتهم في التحامل عليها وظلمها ، بل هو سنة عامة فيهن في التفصي من خطيئاتهن ، فقد أثبت خطيئتها مستدلا عليها بالسنة العامة لهن في أمثالها{ إن كيدكن عظيم} لا قبل للرجال به ولا يفطنون لحبلكن في دقائقه .
قال بعض المفسرين:ولربات القصور منهن القدح المعلى من ذلك لأنهن أكثر تفرغا له من غيرهن ، مع كثرة اختلاف الكيادات البهن .وههنا يذكرون قوله تعالى:{ إن كيد الشيطان كان ضعيفا} [ النساء:76] يستدلون به على أن كيد النساء أعظم من كيد الشيطان ، ولا دلالة فيه وإن فرضنا أن حكاية قول هذا إقرار له ، فالمقام مختلف وإنما كيد النسوان بعض كيد الشيطان ، ثم التفت إليها وإلى يوسف قائلا:{ يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين} .