/م26
{ يوسف أعرض عن هذا} الكيد الذي جرى لك ولا تتحدث به ولا تخف من تهديدها لك{ واستغفري لذنبك} أيتها المرأة وتوبي إلى الله تعالى{ إنك كنت من الخاطئين} أي من جنس المجرمين مرتكبي الخطايا المتعمدين لها ولهذا غلب فيه جمع المذكر فلم يقل من الخاطئات .وقد استدل الكرخي بقول هذا الوزير الكبير لزوجه على أنه كان قليل الغيرة وسيأتي ما يؤيده ، وزعم أبو حيان في البحر أن هذا مقتضى طبيعة تربة مصر وبيئتها ، وأنها لرخاوتها لا ينشأ فيها الأسد ولو دخل فيها لا يبقى .وهذا كلام غير مبني على علم صحيح ، فأما سبب عدم نشوء الأسد في هذا القطر فهو خلوه من الغابات والأدغال التي يعيش فيها ، وأما كونه إذا أدخل لا يبقى ، فإن صح بالتجربة في الماضي فسببه عدم وجود المأوى له ، وها نحن أولاء نرى الأسود والفهود والنمور تعيش وتتناسل في حديقة الحيوان بالجيزة ، وإنما أشرنا إلى هذا للرد على زاعميه ، والإطالة فيه ليست من موضوع التفسير .