يوسف يخرج من التجربة بنجاح
لذا أصدر الزوج الحكم لمصلحة يوسف ،ولكنه أراد للقضية ألاّ تأخذ حجماً كبيراً يصل بها إلى مستوى الفضيحة ،لأن ذلك يضر بمركزه ،أو يعقّد علاقته بزوجته التي كان يحبّهاكما يبدو من ملاحظة دورها المميز معه.وبهذا فقد اعتبرها لوناً من ألوان العبث الذي يدعو إليه الضعف الأنثوي ،فتوجه إليها وإلى يوسف ،وقال له:{يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا} وانْسَ كل ما يتعلق به ،ولا تتوقف عنده ،واعتبره أمراً طارئاً ،ككل شيء يحدث بسرعة ،وينتهي بسرعة ،وقال لامرأته:{وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ} في مراودتك ليوسف بما يمثله ذلك من عدوان عليه ،ومن خيانة لحقوقي الزوجية ،{إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ} في ما كنت تحاولينه من الوقوع في الزنى بطريقة الضغط والعدوان ،مما يجعل الخطيئة مضاعفة في الموقع الذي تقفين فيه .
وهكذا أسدل الستار على هذا المشهد في نطاق المشكلة التي أثارها هذا الوضع الطارىء القلق في البيت ،وعاد كل واحد إلى عالمه الخاص ،وهدأ كل شيء في الداخل ،ونجح يوسف في الامتحان الروحي الإيماني في أوّل تجربةٍ صعبةٍ تهزّ كل وجدانه ،وكل وجوده .