ثم وصف هؤلاء المبشرين بقوله:{ الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين} أي الذين يتخذون الكافرين المعادين للمؤمنين أولياء وأنصارا متجاوزين ولاية المؤمنين وتاركيها إلى ولايتهم وممالأتهم عليهم لاعتقادهم أن الدولة ستكون لهم فيجعلون لهم يدا عندهم{ أيبتغون عندهم العزة} استفهام تقريع وتوبيخ .إن كانوا يبتغون عندهم العزة وهي المنعة والغلبة ورفعة القدر{ فإن العزة لله جميعا} فهو يؤتيها من يشاء فكان عليهم أن يطلبوها منه بصدق الإيمان والسير على سنته تعالى واتباع هداية وحيه الذي يرشدهم إلى طرقها ، ويبين أسبابها ، وقد آتاها الله نبيه والمؤمنين باهتدائهم بكتابه ، وسيرهم على سننه ، ولما أعرض المسلمون عن هذه الهداية التي اعتز بها سلفهم ذلوا وساءت حالهم وصار فيهم منافقون يوالون الكفار دونهم يبتغون عندهم العزة والشرف وما هم لهما بمدركين ، فعسى الله أن يرفق المسلمين إلى الرجوع إلى تلك الهداية فيعودوا إلى حظيرة{ ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين} [ المنافقون:8] .