/م19
ثم بين تعالى هذا القول المجمل بما هو جدير أن يفكر فيه ويسأل عنه فاستأنفه كسابقه وهو{ قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُون} أي في هذه الأرض التي خلقتم منها تحيون مدة العمر المقدر لكل منكم ولمجموع نوعكم أو نوعيكم ، على أن إبليس داخل في الخطاب .وفيه دليل على أنه لا يبقى إلى يوم البعث .وفيها تموتون عند انتهائه ومنها تخرجون بعد موت الجميع ، وعندما يريد الخالق أن يبعثكم يوم القيامة للنشأة الآخرة ، كما قال في سورة طه{ منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى} ( طه 55 ) وهي تشبه النشأة الأولى إذ قال{ كما بدأكم تعودون} ( الأعراف 29 ) وقال مذكرا بها{ نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين على أن نبدل أمثالكم وننشئكم فيما لا تعلمون ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون} ( الواقعة 60- 62 ) .
/خ25