/م94
{ سَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ} سيؤكدون لكم اعتذارهم بالأيمان الكاذبة إذا انقلبتم وتحولتم إليهم من سفركم ، لأجل أن تعرضوا عن عتبهم وتوبيخهم على قعودهم مع الخالفين من النساء والأطفال والعجزة ، وبخلهم بالنفقة ، ولم يذكر المحلوف عليه للدلالة على شموله لكل ما يعتذر عنه .
{ فأعرضوا عنهم} إعراض إهانة واحتقار ، لا إعراض صفح وإعذار ، وهذا التعبير من أسلوب الحكيم ، وهو قبول ما يبغون من الإعراض عنهم ، ولكن على غير الوجه الذي يرجونه منه بل على ضده ، وقد علل الأمر بقوله:{ إنهم رجس} أي قذر معنوي يجب الإعراض عنه تنزها عن القرب منه بأشد مما يتنزه الطاهر الثوب والبدن عن ملابسة الأرجاس والأقذار الحسية .وهذا بمعنى ما تقدم من قوله 28{ إنما المشركون نجس} ، وسبق بيان معنى الرجس في تفسير آية{ إنما الخمر والميسر} [ المائدة:93] من سورة المائدة .
{ ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون} أي وملجؤهم الأخير نار جهنم جزاء بما كانوا يكسبون في الدنيا من أعمال النفاق التي دنست أنفسهم ، والإعراض عن آيات الله الذي زادهم رجسا على رجسهم ، كما تراه في الآية ( 125 ) الآتية .
/خ96