قال علي بن أبى طالب ، رضي الله عنه:( له دعوة الحق ) قال:التوحيد . رواه ابن جرير .
وقال ابن عباس ، وقتادة ، ومالك عن محمد بن المنكدر:( له دعوة الحق ) [ قال] لا إله إلا الله .
( والذين يدعون من دونه ) أي:ومثل الذين يعبدون آلهة غير الله . ( كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه ) قال علي بن أبي طالب:كمثل الذي يتناول الماء من طرف البئر بيده ، وهو لا يناله أبدا بيده ، فكيف يبلغ فاه ؟ .
وقال مجاهد:( كباسط كفيه ) يدعو الماء بلسانه ، ويشير إليه [ بيده] فلا يأتيه أبدا .
وقيل:المراد كقابض يده على الماء ، فإنه لا يحكم منه على شيء ، كما قال الشاعر:
فإني وإياكم وشوقا إليكم كقابض ماء لم تسقه أنامله
وقال الآخر:
فأصبحت مما كان بيني وبينها من الود مثل القابض الماء باليد
ومعنى الكلام:أن هذا الذي يبسط يده إلى الماء ، إما قابضا وإما متناولا له من بعد ، كما أنه لا ينتفع بالماء الذي لم يصل إلى فيه ، الذي جعله محلا للشرب ، فكذلك هؤلاء المشركون الذين يعبدون مع الله إلها غيره ، لا ينتفعون بهم أبدا في الدنيا ولا في الآخرة; ولهذا قال:( وما دعاء الكافرين إلا في ضلال )