وهذا يدل على أن هذا دعاء ثان بعد الدعاء الأول الذي دعا به عندما ولى عن هاجر وولدها - وذلك قبل بناء البيت ، وهذا كان بعد بنائه - تأكيدا ورغبة إلى الله - عز وجل - ; ولهذا قال:( عند بيتك المحرم )
وقوله:( ربنا ليقيموا الصلاة ) قال ابن جرير:هو متعلق بقوله:"المحرم "أي:إنما جعلته محرما ليتمكن أهله من إقامة الصلاة عنده .
( فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ) قال ابن عباس ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير:لو قال:"أفئدة الناس "لازدحم عليه فارس والروم واليهود والنصارى والناس كلهم ، ولكن قال:( من الناس ) فاختص به المسلمون .
وقوله:( وارزقهم من الثمرات ) أي:ليكون ذلك عونا لهم على طاعتك وكما أنه ( واد غير ذي زرع ) فاجعل لهم ثمارا يأكلونها . وقد استجاب الله ذلك ، كما قال:( أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ) [ القصص:57] وهذا من لطفه تعالى وكرمه ورحمته وبركته أنه ليس في البلد الحرام مكة شجرة مثمرة ، وهي تجبى إليها ثمرات ما حولها ، استجابة لخليله إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - .