تهوي إليهم: تسرع شوقاً وحبا .
وهنا يمضي في دعائه: بأنه أسكنَ من ذرتيه بمكة ،وهي بوادٍ قاحلٍ
لا زرعَ فيه عند بيت الله المحرّم ،ثم يبين الوظيفةَ التي أسكنَهُم في هذا المكان القفر ليقوموا بها ،وهي عبادةُ الله وإقامة الصلاة على حقيقتها .
ثم يدعو تلك الدعوة اللطيفة التي استجابها الله ،بقوله:{فاجعل أَفْئِدَةً مِّنَ الناس تهوي إِلَيْهِمْ} أي: تميل بشوقٍ إلى ذلك البيتِ العتيق وأهلِه في ذلك الجديب ،{وارزقهم مِّنَ الثمرات لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} ،وقد أجاب الله دعاءه ،فألهم الناس الحجَّ منذ آلاف السنين إلى ما شاء الله ،وفي أي وقت ذهب الإنسان إلى الحجاز يجِد فيه أنواع الثمار والخيرات .
وفي هذا إظهارٌ لقدرة الله وصِدق وعده .