/م35
ثمّ يستمر بدعائه ومناجاته ( ربّنا إنّي أسكنت من ذريّتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربّنا ليقيموا الصلاة ) .
وكان ذلك عندما رزقه الله إسماعيل من جاريته «هاجر » فأثار ذلك حسد زوجته الأُولى «سارة » ولم تستطيع تحمّل وجود هاجر وابنها ،فطلبت من إبراهيم أن يذهب بهما إلى مكان آخر ،فاستجاب لها إبراهيم طبقاً للأوامر الإلهيّة ،وجاء بإسماعيل واُمّه إلى صحراء مكّة القاحلة ،ثمّ ودّعهم وذهب .
ولم يمض قليل من الوقت حتّى عطشت الاُمّ وابنها في تلك الشمس المحرقة ،وسعت هاجر كثيراً في إنقاذ ابنها ،ولكنّ الله تعالى أراد أن تكون تلك الأرض قاعدة عظيمة للعبادة فأظهر عين زمزم ،ولم يمض وقت حتّى علمت قبيلة «جرهم » البدوية التي كانت قريبة منهم بالأمر ،فرحلوا وأقاموا عندهم ،فأخذت مكّة بالتحضّر شيئاً فشيئاً .
ثمّ يتابع إبراهيم ( عليه السلام ) دعاءه: إلهي ،انّ أهلي قد سكنوا في هذه الصحراء المحرقة احتراما لبيتك المحرّم: ( فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلّهم يشكرون ) .
/خ41