/م35
لأنّه ( عليه السلام ) كان يعلم حجم البلاء الكبير الكامن في عبادة الأصنام ،ويعلم كثرة الذين ذهبوا ضحيّةً في هذا الطريق ( ربّ إنّهنّ أضللن كثيراً من الناس ) فأيّ ضلال أكبر من هذا الضلال الذي يفقد الإنسان فيه حتّى عقله وحكمته .
إلهي انّني أدعو إلى توحيدك ،وأدعو الجميع إلى عبادتك ( فمن تبعني فإنّه منّي ومن عصاني فإنّك غفور رحيم ) .
في الحقيقة إنّ إبراهيم ( عليه السلام ) أراد بهذه العبارة أن يقول لله تعالى: إنّه حتّى لو انحرف أبنائي عن مسيرة التوحيد واتّجهوا إلى عبادة الأصنام فإنّهم ليسوا منّي ،ولو كان غيرهم في مسيرة التوحيد فهم أبنائي وإخواني .
إنّ تعبير إبراهيم المؤدّب والعطوف جدير بالملاحظة ،فهو لم يقل: ومن عصاني فإنّه ليس منّي وسأعاقبه عقاباً شديداً ،بل يقول: ( ومن عصاني فإنّك غفور رحيم ) .
/خ41