يقول تعالى:( يومئذ ) أي:يوم القيامة ( لا تنفع الشفاعة ) أي:عنده ( إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا ) كقوله:( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) [ البقرة:255] ، وقوله:( وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى ) [ النجم:26] ، وقال:( ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ) [ الأنبياء:28] وقال:( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له ) [ سبأ:23] ، وقال:( يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ) [ النبأ:38] .
وفي الصحيحين ، من غير وجه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سيد ولد آدم ، وأكرم الخلائق على الله عز وجل أنه قال:"آتي تحت العرش ، وأخر لله ساجدا ، ويفتح علي بمحامد لا أحصيها الآن ، فيدعني ما شاء الله أن يدعني ، ثم يقول:يا محمد ، ارفع رأسك ، وقل يسمع واشفع تشفع ". قال:"فيحد لي حدا ، فأدخلهم الجنة ، ثم أعود "، فذكر أربع مرات ، صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر الأنبياء .
وفي الحديث [ أيضا] يقول تعالى:أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من إيمان ، فيخرجون خلقا كثيرا ، ثم يقول:أخرجوا من النار من كان في قلبه نصف مثقال من إيمان ، أخرجوا من النار من كان في قلبه ما يزن ذرة ، من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان "الحديث .