يقول تعالى مخبرا عن المشركين:إنما غرهم وحملهم على ما هم فيه من الضلال ، أنهم متعوا في الحياة الدنيا ، ونعموا وطال عليهم العمر فيما هم فيه ، فاعتقدوا أنهم على شيء .
ثم قال واعظا لهم:( أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ) اختلف المفسرون في معناه ، وقد أسلفناه في سورة "الرعد "، وأحسن ما فسر بقوله تعالى:( ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون ) [ الأحقاف:27] .
وقال الحسن البصري:يعني بذلك ظهور الإسلام على الكفر .
والمعنى:أفلا يعتبرون بنصر الله لأوليائه على أعدائه ، وإهلاكه الأمم المكذبة والقرى الظالمة ، وإنجائه لعباده المؤمنين; ولهذا قال:( أفهم الغالبون ) يعني:بل هم المغلوبون الأسفلون الأخسرون الأرذلون .