{ بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاء وَآبَاءهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ} .
{ بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاء وَآبَاءهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ} إضراب عما توهموا ،ببيان أن الداعي إلى غيهم وعنادهم هو ما متعوا به في الحياة الدنيا ونعموا به هم ومن قبلهم حتى طال عليهم الأمد .لا تأتيهم واعظة من عذاب ولا زاجرة من عقاب حتى حسبوا أنهم على شيء وأنهم لا يغلبون{ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} أي ننقص أرض الكفر فنخربها من نواحيها بقهرنا أهلها وغلبتنا لهم وإجلائهم عنها وقتلهم بالسيوف ،فيعتبروا بذلك ويتعظوا به ويحذروا منا أن ننزل من بأسنا بهم نحو الذي قد أنزلناه بمن فعلنا ذلك به من أهل الأطراف .أفاده ابن جرير .وهذا كقوله تعالى:{ ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون} وقوله تعالى:{ أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ} أي:أفهؤلاء المشركون المستعجلون بالعذاب ،الغالبون لنا ،وقد رأوا قهرنا من أحللنا بساحته بأسنا في أطراف الأرض ؟
وفي التعريف تعريض بأنه تعالى هو الغالب المعروف بالقهر .