ثم قال تعالى:( يوم ترونها ):هذا من باب ضمير الشأن; ولهذا قال مفسرا له:( تذهل كل مرضعة عما أرضعت ) أي:تشتغل لهول ما ترى عن أحب الناس إليها ، والتي هي أشفق الناس عليه ، تدهش عنه في حال إرضاعها له; ولهذا قال:( كل مرضعة ) ، ولم يقل:"مرضع "وقال:( عما أرضعت ) أي:عن رضيعها قبل فطامه .
وقوله:( وتضع كل ذات حمل حملها ) أي:قبل تمامه لشدة الهول ، ( وترى الناس سكارى ) وقرئ:"سكرى "أي:من شدة الأمر الذي [ قد] صاروا فيه قد دهشت عقولهم ، وغابت أذهانهم ، فمن رآهم حسب أنهم سكارى ، ( وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ) .