وقوله:( ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض ) أي:من حيوان ، وجماد ، وزروع ، وثمار . كما قال:( وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه ) [ الجاثية:13] أي:من إحسانه وفضله وامتنانه ، ( والفلك تجري في البحر بأمره ) أي:بتسخيره وتسييره ، أي:في البحر العجاج ، وتلاطم الأمواج ، تجري الفلك بأهلها بريح طيبة ، ورفق وتؤدة ، فيحملون فيها ما شاءوا من تجائر وبضائع ومنافع ، من بلد إلى بلد ، وقطر إلى قطر ، ويأتون بما عند أولئك إلى هؤلاء ، كما ذهبوا بما عند هؤلاء إلى أولئك ، مما يحتاجون إليه ، ويطلبونه ويريدونه ، ( ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ) أي:لو شاء لأذن للسماء فسقطت على الأرض ، فهلك من فيها ، ولكن من لطفه ورحمته وقدرته يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه; ولهذا قال:( إن الله بالناس لرءوف رحيم ) أي:مع ظلمهم ، كما قال في الآية الأخرى:( وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب ) [ الرعد:6] .