/م63
65 - أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ .
ومن نعم الله العديدة ،أن يسر الله لكم الانتفاع بما في الأرض ،من معادن وأشجار ،وحيوان ونبات ،وكنوز من البترول والذهب والحديد ،وسخر لكم الأرض وما عليها ،وذلل لكم الاستفادة بها وبما فيها ،وكان عليه الصلاة والسلام إذا ركب دابة يقول: سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ .( الزخرف: 13 ) .
وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ .
وسخر لكم السفن تسير في البحر ،فتنقل الأشخاص والسلع التجارية ،من بلد إلى بلد ومن إقليم إلى إقليم ،طبقا لسنته في الأجسام الطافية ،حيث أجراها بالرياح الجارية ،أو بالمحركات الدائرة التي ألهمكم صنعها .
وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ .
ومن رحمته سبحانه بخلقه ،أنه خلق الأجرام والكواكب ،ودفع كلا منها في مداره المرسوم ،وربطها برباط الجاذبية طبقا لسنته الكونية ،وهذه الجاذبية ،من شأنها أن تجعل الأرض تجذب إليها بعض كواكب السماء القريبة منها ،لتسقط عليها ،ولكنه سبحانه جعل في مقابل الجاذبية ما يسميه علماء الفلك بقوة الطرد المركزية ،وهي مساوية لقوة الجاذبية ،فيقع الجرم الفلكي بين قوتين متعادلتين ،مما يتيح له البقاء متوازيا في فلكه المرسوم ،ولكن حينما يأذن الله بنهاية الخلق ،تضعف إحدى القوتين عن نظيرتها ،فيصطدم بعض الكواكب ببعضها الآخر ،وذلك ما يشير إليه قوله تعالى: إذا السماء انفطرت * وإذا الكواكب انتثرت .( الانفطار: 1 ،2 ) .
إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ .
حيث هيأ لهم العيش المناسب ،فوق سطح الأرض وتحت كوكب السماء ،وهم آمنون مطمئنون .