ألا تنظرُ أيها العاقل إلى مظاهر قدرة الله ،كيف يسرَّ للناس جميعا الانتفاعَ بالأرض وما فيها ،وهيّأ لهم البحرَ تجري فيه السفنُ بمشيئته ،وسيّرَ هذه الأجرامَ السماوية بنظام محكَم لا يختل ،وامسك كل ما في السماء أن تقع على الأرض ،وذلك بقدرته !!
لقد تجلَّتْ مشيئة الله ورأفته بالعباد بان هيّأ غلافاً جوياً يحتوي على العناصر الغازية التي لا غنى للحياة عنها ،كما يحمي سكانَ الأرض من الإشعاعات الكونية وأسرابِ الشهب والنيازك التي تَهيم في الفضاء ،وتتسابق .وعندما تدنو من الأرض تحترق في جوّها العلوي قبل أن تصل إلى سطح الأرض .
ومن رحمته تعالى بنا أن سقوط النيازك الكبير التي تدمر سطح الأرض نادرُ الحدوث جداًوهو يتم في الأماكن الخالية من السكان ،وفي هذا تأييدٌ وتصديق لقوله تعالى:{وَيُمْسِكُ السمآء أَن تَقَعَ عَلَى الأرض إِلاَّ بِإِذْنِهِ إِنَّ الله بالناس لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ} .
كَم في هذا الكون وهذه الأرض من قوة ؛وكم من ثروة سخّرها الله لهذا الإنسان ؟والإنسان غافل عن قدرة الله ونعمه التي لا تحصى .