ثم قال تعالى:( ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ) أي:لو آخذهم بجميع ذنوبهم ، لأهلك جميع أهل الأرض ، وما يملكونه من دواب وأرزاق .
قال ابن أبي حاتم:حدثنا أحمد بن سنان ، حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا سفيان الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله قال:كاد الجعل أن يعذب في جحره بذنب ابن آدم ، ثم قرأ:( ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ) .
وقال سعيد بن جبير ، والسدي في قوله:( ما ترك على ظهرها من دابة ) أي:لما سقاهم المطر ، فماتت جميع الدواب .
( ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى ) أي:ولكن ينظرهم إلى يوم القيامة ، فيحاسبهم يومئذ ، ويوفي كل عامل بعمله ، فيجازي بالثواب أهل الطاعة ، وبالعقاب أهل المعصية ; ولهذا قال تعالى:( فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا ) .
آخر تفسير سورة "فاطر "ولله الحمد والمنة .