وقوله:( الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون ) أي:الذي بدأ خلق هذا الشجر من ماء حتى صار خضرا نضرا ذا ثمر وينع ، ثم أعاده إلى أن صار حطبا يابسا ، توقد به النار ، كذلك هو فعال لما يشاء ، قادر على ما يريد لا يمنعه شيء .
قال قتادة في قوله:( الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون ) يقول:الذي أخرج هذه النار من هذا الشجر قادر على أن يبعثه .
وقيل:المراد بذلك سرح المرخ والعفار ، ينبت في أرض الحجاز فيأتي من أراد قدح نار وليس معه زناد ، فيأخذ منه عودين أخضرين ، ويقدح أحدهما بالآخر ، فتتولد النار من بينهما ، كالزناد سواء . روي هذا عن ابن عباس ، رضي الله عنهما . وفي المثل:لكل شجر نار ، واستمجد المرخ والعفار . وقال الحكماء:في كل شجر نار إلا الغاب .