/م77
80-{الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون} .
الله سبحانه وتعالى أنبت لنا النبات والأشجار حيث نستفيد من أخشابها وأعوادها بالوقود والدفء وسائر المنافع ،وكثير من المفسرين يرون أن المراد بالشجر الأخضر نوعان: أحدهما: المرخُ ،والثاني: العَفار ،بفتح العين ،نقطع منهما عصوين مثل السواكين ،وهما خضراوان ،يقطر منهما الماء ،فيسحق المرخ – وهو ذكر – على العفار – وهو أنثى- فتقدح النار بإذن الله 37 .
وفي المثل: في كل شجر نار واستمجد المرخ والعفار ،أي: استكثروا من النار ،كأنهما أخذا من النار ما هو حسبهما وأجاز بعضهم – جميعا بين الرأيين- أن يكون المعنى: الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا بالفِعْل ،بقدح المرخ بالعفار ،فإذا أنتم من الشجر الأخضر المذكور توقدون النار من سواه .
وقد حدثني من أثق به أنه شاهد العودين الأخضرين هذين يقطران الماء والخضرة ،وعند سحق أحدهما بالآخر تتقد النار ،وهم وسيلة المحتاج إلى النار .
والقرآن بهذا يلفت النظر إلى بدائع القدرة الإلهية ،فمن يَسّر للإنسان استخراج النار من الشجر الأخضر وهما ضدان ،قادر على بعث الحياة في الموتى ،فهو على كل شيء قدير .