وقوله:( وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ) أي:عند الحاجة يضرع ويستغيث بالله وحده لا شريك له ، كما قال تعالى:( وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا ) [ الإسراء:67] . ولهذا قال:( ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل ) أي:في حال الرفاهية ينسى ذلك الدعاء والتضرع ، كما قال تعالى:( وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه ) [ يونس:12] .
( وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله ) أي:في حال العافية يشرك بالله ، ويجعل له أندادا . ( قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار ) أي:قل لمن هذه حاله وطريقته ومسلكه:تمتع بكفرك قليلا . وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد ، كقوله:( قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار ) [ إبراهيم:30] ، وقوله:( نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ ) [ لقمان:24] .