(والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ) فذكر الممسكين المذمومين وهم البخلاء ، ثم ذكر الباذلين المرائين الذي يقصدون بإعطائهم السمعة وأن يمدحوا بالكرم ، ولا يريدون بذلك وجه الله ، وفي الحديث الذي فيه الثلاثة الذين هم أول من تسجر بهم النار ، وهم:العالم والغازي والمنفق ، والمراءون بأعمالهم ، يقول صاحب المال:ما تركت من شيء تحب أن ينفق فيه إلا أنفقت في سبيلك . فيقول الله:كذبت ; إنما أردت أن يقال:جواد فقد قيل . أي:فقد أخذت جزاءك في الدنيا وهو الذي أردت بفعلك .
وفي الحديث:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعدي:"إن أباك رام أمرا فبلغه ".
وفي حديث آخر:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن عبد الله بن جدعان:هل ينفعه إنفاقه ، وإعتاقه ؟ فقال:"لا إنه لم يقل يوما من الدهر:رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين ".
ولهذا قال:( ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر [ ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا] ) أي:إنما حملهم على صنيعهم هذا القبيح وعدولهم عن فعل الطاعة على وجهها الشيطان ; فإنه سول لهم وأملى لهم ، وقارنهم فحسن لهم القبائح ( ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا ) ولهذا قال الشاعر
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي