ثم قال [ تعالى] ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ) أي:إنما يأتمر بهواه ، فمهما رآه حسنا فعله ، ومهما رآه قبيحا تركه:وهذا قد يستدل به على المعتزلة في قولهم بالتحسين والتقبيح العقليين .
وعن مالك فيما روي عنه من التفسير:لا يهوى شيئا إلا عبده .
وقوله:( وأضله الله على علم ) يحتمل قولين:
أحدهما:وأضله الله لعلمه أنه يستحق ذلك . والآخر:وأضله الله بعد بلوغ العلم إليه ، وقيام الحجة عليه . والثاني يستلزم الأول ، ولا ينعكس .
( وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة ) أي:فلا يسمع ما ينفعه ، ولا يعي شيئا يهتدي به ، ولا يرى حجة يستضيء بها ; ولهذا قال:( فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون ) كقوله:( من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون ) [ الأعراف:186] .