وقوله:( لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ) أي:أعلمناكم بتقدم علمنا وسبق كتابتنا للأشياء قبل كونها ، وتقديرنا الكائنات قبل وجودها ، لتعلموا أن ما أصابكم لم يكن ليخطئكم ، وما أخطأكم لم يكن ليصيبكم ، فلا تأسوا على ما فاتكم ، فإنه لو قدر شيء لكان ( ولا تفرحوا بما آتاكم ) أي:جاءكم ، ويقرأ:"آتاكم "أي:أعطاكم . وكلاهما متلازمان ، أي:لا تفخروا على الناس بما أنعم الله به عليكم ، فإن ذلك ليس بسعيكم ولا كدكم ، وإنما هو عن قدر الله ورزقه لكم ، فلا تتخذوا نعم الله أشرا وبطرا ، تفخرون بها على الناس ; ولهذا قال:( والله لا يحب كل مختال فخور ) أي:مختال في نفسه متكبر فخور ، أي:على غيره .
وقال عكرمة:ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن ، ولكن اجعلوا الفرح شكرا والحزن صبرا .