وقوله في آية الحديد هذه{لِّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَآ ءَاتَاكُمْ} أي بينا لكم أن الأشياء مقدرة مكتوبة قبل وجود الخلق ،وأن ما كتب واقع لا محالة لأجل ألا تحزنوا على شيء فاتكم ،لأن فواته لكم مقدر ،وما لا طمع فيه قل الأسى عليه ،ولا تفرحوا بما آتاكم ،لأنكم إذا علمتم أن ما كتب لكم من الرزق والخير لا بد أن يأتيكم قل فرحكم به ،وقوله: تأسوا ،مضارع أسى بكسر السين يأسى بفتحها أسى بفتحتين على القياس ،بمعنى حزن ومنه قوله تعالى:{فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [ المائدة: 68] وقوله: من مصيبة مجرور في محل رفع لأنه فاعل أصاب جر بمن المزيدة لتوكيد النفي ،وما نافية .