يقول تعالى:( ( 147 ) سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق ) أي:سأمنع فهم الحجج والأدلة على عظمتي وشريعتي وأحكامي قلوب المتكبرين عن طاعتي ، ويتكبرون على الناس بغير حق ، أي:كما استكبروا بغير حق أذلهم الله بالجهل ، كما قال تعالى:( ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ) [ الأنعام:110] وقال تعالى:( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ) [ الصف:5]
وقال بعض السلف:لا ينال العلم حيي ولا مستكبر .
وقال آخر:من لم يصبر على ذل التعلم ساعة ، بقي في ذل الجهل أبدا .
وقال سفيان بن عيينة في قوله:( سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق ) قال:أنزع عنهم فهم القرآن ، وأصرفهم عن آياتي .
قال ابن جرير:وهذا يدل على أن هذا خطاب لهذه الأمة
قلت:ليس هذا بلازم ; لأن ابن عيينة إنما أراد أن هذا مطرد في حق كل أمة ، ولا فرق بين أحد وأحد في هذا ، والله أعلم .
وقوله:( وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها ) كما قال تعالى:( إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم ) [ يونس:96 ، 97] .
وقوله:( وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا ) أي:وإن ظهر لهم سبيل الرشد ، أي:طريق النجاة لا يسلكوها ، وإن ظهر لهم طريق الهلاك والضلال يتخذوه سبيلا .
ثم علل مصيرهم إلى هذه الحال بقوله:( ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا ) أي:كذبت بها قلوبهم ، ( وكانوا عنها غافلين ) أي:لا يعلمون شيئا مما فيها .