يخبر تعالى عن رضاه عن السابقين من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان ، ورضاهم عنه بما أعد لهم من جنات النعيم ، والنعيم المقيم .
قال الشعبي:السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار من أدرك بيعة الرضوان عام الحديبية .
وقال أبو موسى الأشعري ، وسعيد بن المسيب ، ومحمد بن سيرين ، والحسن ، وقتادة:هم الذين صلوا إلى القبلتين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقال محمد بن كعب القرظي:مر عمر بن الخطاب برجل يقرأ:( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ) فأخذ عمر بيده فقال:من أقرأك هذا ؟ فقال:أبي بن كعب . فقال:لا تفارقني حتى أذهب بك إليه . فلما جاءه قال عمر:أنت أقرأت هذا هذه الآية هكذا ؟ قال:نعم . قال:وسمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال:نعم . لقد كنت أرى أنا رفعنا رفعة لا يبلغها أحد بعدنا ، فقال أبي:تصديق هذه الآية في أول سورة الجمعة:( وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم ) [ الجمعة:3] وفي سورة الحشر:( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ) [ الحشر:10] وفي الأنفال:( والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم ) [ الأنفال:75] إلى آخر الآية ، رواه ابن جرير
قال:وذكر عن الحسن البصري أنه كان يقرؤها برفع "الأنصار "عطفا على ( والسابقون الأولون )
فقد أخبر الله العظيم أنه قد رضي عن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان:فيا ويل من أبغضهم أو سبهم أو أبغض أو سب بعضهم ، ولا سيما سيد الصحابة بعد الرسول وخيرهم وأفضلهم ، أعني الصديق الأكبر والخليفة الأعظم أبا بكر بن أبي قحافة ، رضي الله عنه ، فإن الطائفة المخذولة من الرافضة يعادون أفضل الصحابة ويبغضونهم ويسبونهم ، عياذا بالله من ذلك . وهذا يدل على أن عقولهم معكوسة ، وقلوبهم منكوسة ، فأين هؤلاء من الإيمان بالقرآن ، إذ يسبون من رضي الله عنهم ؟ وأما أهل السنة فإنهم يترضون عمن رضي الله عنه ، ويسبون من سبه الله ورسوله ، ويوالون من يوالي الله ، ويعادون من يعادي الله ، وهم متبعون لا مبتدعون ، ويقتدون ولا يبتدون ولهذا هم حزب الله المفلحون وعباده المؤمنون .