القول في تأويل قوله تعالى:وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (36)
قال أبو جعفر:يقول تعالى ذكره:وما يتبع أكثر هؤلاء المشركين إلا ظنا، يقول:إلا ما لا علم لهم بحقيقته وصحته، بل هم منه في شكٍّ وريبة (8)، (إن الظن لا يغني من الحق شيئًا ) ، يقول:إن الشك لا يغني من اليقين شيئًا ، ولا يقوم في شيء مقامَه، ولا ينتفع به حيث يُحتاج إلى اليقين (9)، (إن الله عليم بما يفعلون) ، يقول تعالى ذكره:إن الله ذو علم بما يفعل هؤلاء المشركون ، من اتباعهم الظن ، وتكذيبهم الحق اليقين، وهو لهم بالمرصاد، حيث لا يُغني عنهم ظنّهم من الله شيئًا . (10)
-----------------------
الهوامش:
(8) انظر تفسير "الظن "فيما سلف من فهارس اللغة ( ظنن ) .
(9) انظر تفسير "أغنى "فيما سلف 14:179 ، تعليق:2 ، والمراجع هناك .
(10) انظر تفسير "عليم "فيما سلف من فهارس اللغة ( علم ) .