القول في تأويل قوله تعالى:يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)
قال أبو جعفر:يقول تعالى ذكره:حين طمع يعقوب في يوسف ، قال لبنيه:(يا بني اذهبوا) إلى الموضع الذي جئتم منه وخلفتم أخويكم به ، ( فتحسَّسوا من يوسف ) ، يقول:التمسوا يوسف وتعرَّفوا من خبره .
* * *
وأصل "التحسُّس "،"التفعل "من "الحِسِّ".
* * *
، ( وأخيه ) يعني بنيامين ، ( ولا تيأسوا من روح الله ) ، يقول:ولا تقنطوا من أن يروِّح الله عنا ما نحن فيه من الحزن على يوسف وأخيه بفرَجٍ من عنده، فيرينيهما ، ( إنه لا ييأس من روح الله ) يقول:لا يقنط من فرجه ورحمته ويقطع رجاءه منه (1) ( إلا القوم الكافرون ) ، يعني:القوم الذين يجحدون قُدرته على ما شاءَ تكوينه .
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
*ذكر من قال ذلك:
19734- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عمرو ، عن أسباط ، عن السدي:( يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ) ، بمصر ، ( ولا تيأسوا من روح الله ) ، قال:من فرج الله أن يردَّ يوسف.
19735- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، في قوله:( ولا تيأسوا من روح الله ) ، أي من رحمة الله.
19736- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة نحوه .
19737- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق قال، ثم إن يعقوب قال لبنيه ، وهو على حسن ظنه بربه مع الذي هو فيه من الحزن:( يا بني اذهبوا ) إلى البلاد التي منها جئتم ، ( فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله ):أي من فرجه ، ( إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون )
19738- حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ يقول:أخبرنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول في قوله:( ولا تيأسوا من روح الله ) ، يقول:من رحمة الله.
19739- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله:( ولا تيأسوا من روح الله ) ، قال:من فرج الله ، يفرِّج عنكم الغمّ الذي أنتم فيه