وقوله:( فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا ) يقول:فاتخذت من دون أهلها سترا يسترها عنهم وعن الناس ، وذُكر عن ابن عباس، أنها صارت بمكان يلي المشرق، لأن الله أظلها بالشمس، وجعل لها منها حجابا.
حدثني محمد بن سعد، قال:ثني أبي، قال:ثني عمي، قال:ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله (انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا) قال:مكانا أظلتها الشمس أن يراها أحد منهم.
وقال غيره في ذلك ما حدثنا موسى، قال:ثنا عمرو، قال:ثنا أسباط، عن السديّ( فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا ) من الجدران.
وقوله ( فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا ) يقول تعالى ذكره:فأرسلنا إليها حين انتبذت من أهلها مكانا شرقيا، واتخذت من دونهم حجابا:جبريل.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا ) قال:أرسل إليها فيما ذُكر لنا جبريل.
حدثنا ابن حميد، قال:ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عمن لا يتهم، عن وهب بن منبه، قال:وجدتْ عندها جبريل قد مثله الله بشرا سويا.
حدثنا القاسم، قال:ثنا الحسين، قال:ثني حجاج، عن ابن جريج، قوله ( فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا ) قال:جبريل .
حدثني محمد بن سهل، قال:ثنا إسماعيل بن عبد الكريم، قال:ثني عبد الصمد بن معقل بن أخي وهب، قال:سمعت وهب بن منبه ، قال:أرسل الله جبريل إلى مريم، فَمَثَل لها بشرا سويا.
حدثني موسى، قال:ثنا عمرو، قال:ثنا أسباط، عن السديّ، قال:فلما طهرت، يعني مريم من حيضها، إذا هي برجل معها، وهو قوله ( فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ) يقول تعالى ذكره:فتشبه لها في صورة آدميّ سويّ الخلق منهم، يعني في صورة رجل من بني آدم معتدل الخلق.