القول في تأويل قوله تعالى:ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ
قال أبو جعفر:يعني بذلك كفار بني إسرائيل, وهم -فيما ذكر- بنو أخي المقتول, فقال لهم:"ثم قست قلوبكم ":أي جفت وغلظت وعست, كما قال الراجز:
وقد قسوت وقسا لداتي (54)
يقال:"قسا "و "عسا "و "عتا "بمعنى واحد, وذلك إذا جفا وغلظ وصلب. يقال:منه:قسا قلبه يقسو قسوا وقسوة وقساوة وقَساء. (55)
* * *
ويعني بقوله:(من بعد ذلك)، من بعد أن أحيا المقتول لهم الذي - ادارءوا &; 2-234 &; في قتله، فأخبرهم بقاتله، وبالسبب الذي من أجله قتله، (56) كما قد وصفنا قبل على ما جاءت الآثار والأخبار - وفصل الله تعالى ذكره بخبره بين المحق منهم والمبطل (57) . وكانت قساوة قلوبهم التي وصفهم الله بها، أنهم -فيما بلغنا- أنكروا أن يكونوا هم قتلوا القتيل الذي أحياه الله, فأخبر بني إسرائيل بأنهم كانوا قتلته، بعد إخباره إياهم بذلك, وبعد ميتته الثانية، كما:-
1314 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس قال:لما ضرب المقتول ببعضها - يعني ببعض البقرة - جلس حيا, فقيل له:من قتلك؟ فقال:بنو أخي قتلوني. ثم قبض فقال بنو أخيه حين قبض:والله ما قتلناه! فكذبوا بالحق بعد إذ رأوه, فقال الله:(ثم قست قلوبكم من بعد ذلك) -يعني بني أخي الشيخ-فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً .
1315 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد, عن سعيد, عن قتادة:(ثم قست قلوبكم من بعد ذلك)، يقول:من بعد ما أراهم الله من إحياء الموتى, وبعد ما أراهم من أمر القتيل - ما أراهم,فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً.
* * *
القول في تأويل قوله تعالى:فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً
قال أبو جعفر:يعني بقوله:(فهي):"قلوبكم ". يقول:ثم صلبت قلوبكم -بعد إذ رأيتم الحق فتبينتموه وعرفتموه- عن الخضوع له والإذعان لواجب حق الله عليكم, فقلوبكم كالحجارة صلابة ويبسا وغلظا وشدة, أو "أشد قسوة "، &; 2-235 &; يعني:قلوبهم - عن الإذعان لواجب حق الله عليهم, والإقرار له باللازم من حقوقه لهم- أشد صلابة من الحجارة. (58)
* * *
فإن سأل سائل فقال:وما وجه قوله:(فهي كالحجارة أو أشد قسوة)، و "أو "عند أهل العربية، إنما تأتي في الكلام لمعنى الشك, والله تعالى جل ذكره غير جائز في خبره الشك؟
قيل:إن ذلك على غير الوجه الذي توهمته، من أنه شك من الله جل ذكره فيما أخبر عنه, ولكنه خبر منه عن قلوبهم القاسية، أنها - عند عباده الذين هم أصحابها، الذين كذبوا بالحق بعد ما رأوا العظيم من آيات الله - كالحجارة قسوة أو أشد من الحجارة، عندهم وعند من عرف شأنهم.
* * *
وقد قال في ذلك جماعة من أهل العربية أقوالا فقال بعضهم:إنما أراد الله جل ثناؤه بقوله:(فهي كالحجارة أو أشد قسوة)، وما أشبه ذلك من الأخبار التي تأتي ب "أو ",كقوله:وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ[ الصافات:147]، وكقول الله جل ذكره:وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ[ سبأ:24] [الإبهام على من خاطبه] (59) فهو عالم أي ذلك كان. قالوا:ونظير ذلك قول القائل:أكلت بسرة أو رطبة, (60) وهو عالم أي ذلك أكل، ولكنه أبهم على المخاطب, كما قال أبو الأسود الدؤلي:
أحـــب محــمدا حبــا شــديدا
وعباســـا وحـــمزة والوصيــا (61)
&; 2-236 &; فــإن يــك حـبهم رشـدا أصبـه
ولســـت بمخــطئ إن كـان غيـا
قالوا:ولا شك أن أبا الأسود لم يكن شاكا في أن حب من سمى - رَشَد, ولكنه أبهم على من خاطبه به. وقد ذكر عن أبي الأسود أنه لما قال هذه الأبيات قيل له:شككت! فقال:كلا والله! ثم انتزع بقول الله عز وجل:وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ، فقال:أَوَ كان شاكا -من أخبر بهذا- في الهادي من الضلال. (62)
* * *
وقال بعضهم:ذلك كقول القائل:"ما أطعمتك إلا حلوا أو حامضا ",وقد أطعمه النوعين جميعا. فقالوا:فقائل ذلك لم يكن شاكا أنه قد أطعم صاحبه الحلو والحامض كليهما, ولكنه أراد الخبر عما أطعمه إياه أنه لم يخرج عن هذين النوعين. قالوا:فكذلك قوله:(فهي كالحجارة أو أشد قسوة)، إنما معناه:فقلوبهم لا تخرج من أحد هذين المثلين، إما أن تكون مثلا للحجارة في القسوة, وإما أن تكون أشد منها قسوة. ومعنى ذلك على هذا التأويل:فبعضها كالحجارة قسوة, وبعضها أشد قسوة من الحجارة.
وقال بعضهم:"أو "في قوله:(أو أشد قسوة)، بمعنى، وأشد قسوة, كما قال تبارك وتعالى:وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا[ الإنسان:24] بمعنى:وكفورا، وكما قال جرير بن عطية:
نـال الخلافـة أو كـانت لـه قـدرا
كمـا أتـى ربـه موسـى عـلى قدر (63)
يعني:نال الخلافة، وكانت له قدرا، وكما قال النابغة:
قـالت:ألا ليتمـا هـذا الحمـام لنـا
إلــى حمامتنــا أو نصفــه فقـد (64) &; 2-237 &;
يريد. ونصفه
* * *
وقال آخرون:"أو "في هذا الموضع بمعنى "بل ",فكان تأويله عندهم:فهي كالحجارة بل أشد قسوة, كما قال جل ثناؤه:وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ[ الصافات:147]، بمعنى:بل يزيدون.
* * *
وقال آخرون:معنى ذلك:فهي كالحجارة، أو أشد قسوة عندكم.
* * *
قال أبو جعفر:ولكل مما قيل من هذه الأقوال التي حكينا وجه ومخرج في كلام العرب. غير أن أعجب الأقوال إلي في ذلك ما قلناه أولا ثم القول الذي ذكرناه عمن وجه ذلك إلى أنه بمعنى:فهي أوجه في القسوة:إما أن تكون كالحجارة، أو أشد, (65) على تأويل أن منها كالحجارة, ومنها أشد قسوة. لأن "أو "، وإن استعملت في أماكن من أماكن "الواو "حتى يلتبس معناها ومعنى "الواو "، لتقارب معنييهما في بعض تلك الأماكن - (66) فإن أصلها أن تأتي بمعنى أحد الاثنين. فتوجيهها إلى أصلها - ما وجدنا إلى ذلك سبيلا (67) أعجب إلي من إخراجها عن أصلها، ومعناها المعروف لها.
* * *
قال أبو جعفر:وأما الرفع في قوله:(أو أشد قسوة) فمن وجهين:أحدهما:أن يكون عطفا على معنى "الكاف "في قوله:(كالحجارة)، لأن معناها الرفع. وذلك أن معناها معنى "مثل "، [فيكون تأويله] (68) فهي مثل الحجارة أو أشد قسوة من الحجارة.
&; 2-238 &;
والوجه الآخر:أن يكون مرفوعا، على معنى تكرير "هي"عليه. فيكون تأويل ذلك:فهي كالحجارة، أو هي أشد قسوة من الحجارة.
* * *
القول في تأويل قوله تعالى:وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ
قال أبو جعفر:يعني بقوله جل ذكره:(وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار):وإن من الحجارة حجارة يتفجر منها الماء الذي تكون منه الأنهار, فاستغنى بذكر الأنهار عن ذكر الماء. (69) وإنما ذكر فقال "منه "، للفظ "ما ". (70)
* * *
و "التفجر ":"التفعل "من "تفجر الماء ",(71) وذلك إذا تنـزل خارجا من منبعه. وكل سائل شخص خارجا من موضعه ومكانه، فقد "انفجر "، ماء كان ذلك أو دما أو صديدا أو غير ذلك, ومنه قوله عمر بن لجأ:
ولمــا أن قــرنت إلــى جـرير
أبـــى ذو بطنـــه إلا انفجــارا (72)
يعني:إلا خروجا وسيلانا.
* * *
القول في تأويل قوله تعالى:وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ
قال أبو جعفر:يعني بقوله جل ثناؤه:"وإن منها لما يشقق "، &; 2-239 &; وإن من الحجارة لحجارة يشقق. وتشققها:تصدعها. (73) وإنما هي:لما يتشقق, ولكن التاء أدغمت في الشين فصارت شينا مشددة.
وقوله:(فيخرج منه الماء) فيكون عينا نابعة وأنهارا جارية.
* * *
القول في تأويل قوله تعالى:وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ
قال أبو جعفر:يعني بذلك جل ثناؤه:وإن من الحجارة لما يهبط - أي يتردى من رأس الجبل إلى الأرض والسفح - (74) من خوف الله وخشيته. وقد دللنا على معنى "الهبوط"فيما مضى، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. (75)
* * *
قال أبو جعفر:وأدخلت هذه "اللامات "اللواتي في"ما "، توكيدا للخبر.
وإنما وصف الله تعالى ذكره الحجارة بما وصفها به - من أن منها المتفجر منه الأنهار, وأن منها المتشقق بالماء, وأن منها الهابط من خشية الله، بعد الذي جعل منها لقلوب الذين أخبر عن قسوة قلوبهم من بني إسرائيل، (76) مثلا - معذرة منه جل ثناؤه لها، (77) دون الذين أخبر عن قسوة قلوبهم من بني إسرائيل إذ كانوا بالصفة التي وصفهم الله بها من التكذيب لرسله، والجحود لآياته، بعد الذي أراهم من الآيات والعبر، وعاينوا من عجائب الأدلة والحجج، مع ما أعطاهم تعالى ذكره من صحة العقول، ومن به عليهم من سلامة النفوس التي لم &; 2-240 &; يعطها الحجر والمدر, ثم هو مع ذلك منه ما يتفجر بالأنهار، ومنه ما يتشقق بالماء، ومنه ما يهبط من خشية الله, فأخبر تعالى ذكره أن من الحجارة ما هو ألين من قلوبهم لما يدعون إليه من الحق، كما:-
1316 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق.
* * *
وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
1317 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قول الله جل ثناؤه:(ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله)، قال:كل حجر يتفجر منه الماء، أو يتشقق عن ماء, أو يتردى من رأس جبل, فهو من خشية الله عز وجل, نـزل بذلك القرآن.
1318 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد مثله.
1319 - حدثني بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة:فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةًثم عذر الحجارة ولم يعذر شقي ابن آدم. فقال:(وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله).
1320 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أحبرنا معمر, عن قتادة مثله.
1321 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس قال:ثم عذر الله الحجارة فقال:وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ .
1322 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا حجاج, عن ابن &; 2-241 &; جريج أنه قال فيها:كل حجر انفجر منه ماء، أو تشقق عن ماء، أو تردى من جبل, فمن خشية الله. نـزل به القرآن.
* * *
قال أبو جعفر:ثم اختلف أهل التأويل في معنى هبوط ما هبط من الحجارة من خشية الله.
فقال بعضهم:إن هبوط ما هبط منها من خشية الله تفيؤ ظلاله. (78)
وقال آخرون:ذلك الجبل الذي صار دكا إذ تجلى له ربه. (79)
وقال بعضهم:ذلك كان منه ويكون، بأن الله جل ذكره أعطى بعض الحجارة المعرفة والفهم, فعقل طاعة الله فأطاعه.
1324 - كالذي روي عن الجذع الذي كان يستند إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب، فلما تحول عنه حن. (80)
1325 - وكالذي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"إن حجرا كان يسلم علي في الجاهلية إني لأعرفه الآن ". (81)
&; 2-242 &;
وقال آخرون:بل قوله:( يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ) كقوله:جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّولا إرادة له. قالوا وإنما أريد بذلك أنه من عظم أمر الله، يرى كأنه هابط خاشع من ذل خشية الله, كما قال زيد الخيل:
بجـمع تضـل البلـق فـي حَجَراتـه
تـرى الأكْـمَ منـه سـجدا للحـوافر (82)
وكما قال سويد بن أبي كاهل يصف عدوا له:
ســـاجد المنخـــر لا يرفعـــه
خاشــع الطــرف أصـم المسـتمع (83)
يريد أنه ذليل. (84)
وكما قال جرير بن عطية:
لمـا أتـى خـبر الرسول تضعضعت
ســور المدينــة والجبـال الخشـع (85)
* * *
وقال آخرون:معنى قوله:(يهبط من خشية الله)، أي:يوجب الخشية لغيره، بدلالته على صانعه، كما قيل:"ناقة تاجرة "، إذا كانت من نجابتها وفراهتها تدعو الناس إلى الرغبة فيها, كما قال جرير بن عطية:
&; 2-243 &; وأعــور مـن نبهـان, أمـا نهـاره
فــأعمى, وأمــا ليلــه فبصــير (86)
فجعل الصفة لليل والنهار, وهو يريد بذلك صاحبه النبهاني الذي يهجوه, من أجل أنه فيهما كان ما وصفه به.
* * *
وهذه الأقوال، وإن كانت غير بعيدات المعنى مما تحتمله الآية من التأويل, فإن تأويل أهل التأويل من علماء سلف الأمة بخلافها، فلذلك لم نستجز صرف تأويل الآية إلى معنى منها. (87)
* * *
وقد دللنا فيما مضى على معنى "الخشية ",وأنها الرهبة والمخافة, فكرهنا إعادة ذلك في هذا الموضع. (88)
* * *
القول في تأويل قوله تعالى:وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)
قال أبو جعفر:يعني بقوله:(وما الله بغافل عما تعملون)، وما الله بغافل -يا معشر المكذبين بآياته، والجاحدين نبوة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم, والمتقولين عليه الأباطيل من بني إسرائيل وأحبار اليهود- عما تعملون من أعمالكم الخبيثة، وأفعالكم الرديئة، ولكنه محصيها عليكم, فمجازيكم بها في الآخرة، أو معاقبكم بها في الدنيا. (89)
&; 2-244 &;
وأصل "الغفلة "عن الشيء، تركه على وجه السهو عنه، والنسيان له.
* * *
فأخبرهم تعالى ذكره أنه غير غافل عن أفعالهم الخبيثة، ولا ساه عنها, بل هو لها محص, ولها حافظ.
-----------------
الهوامش:
(54) لم أعرف قائله ، وسيأتي في 6:99 (بولاق) ، وكان في الأصل هنا"وقسا لدنى"، وهو خطأ . ولداتى جمع لدة ، ولدة الرجل:تربه ، ولد معه . وقسا هنا بمعنى:أسن وكبر وولي شبابه ، وجف عوده . ولم ترد بذلك المعنى في المعاجم .
(55) أنا في شك في ضبطه المصدر الأول من هذه المصادر الأربعة وهو"قسوا"، وتبعت في ضبطه القاموس المحيط ، وإن ، كان قد ضبط بالقلم ، وأخشى أن يكون مصدرا على"فعول"مثل دنا يدنوا دنوا ، وسما يسمو سموا .
(56) في المطبوعة:"وما السبب"وليست بشيء .
(57) سياق العبارة بلا فصل"من بعد أن أحيى المقتول لهم . . وفصل بخبره بين المحق منهم والمبطل".
(58) كانت هذه الجملة في المطبوعة هكذا:"كالحجارة صلابة ويبسا وغلظا وشدة ، أو أشد صلابة ، يعني قلوبكم عن الإذعان لواجب حق الله عليهم ، والإقرار له باللازم من حقوقه لهم من الحجارة". وكأنها سهو من الناسخ ، فرددته إلى أصله بحمد الله .
(59) اللسان (سكن) . غاله الشيء يغوله:ذهب به فلم تدر أين هو وأجن:ستر وأخفى .
(60) ما بين القوسين زيادة لا بد منها حتى يستقيم الكلام ، استظهرته من قوله بعد:"ولكنه أبهم على المخاطب"، ومن تفسير ابن كثير 1:209 ، 210 .
(61) ديوانه:32 (من نفائس المخطوطات) ، والأغاني 11:113 ، وإنباه الرواة 1:17 ، وسيأتي البيت الثاني وحده في 22:65 (بولاق) ورواية الديوان:"وفيهم أسوة إن كان غيا".
(62) قوله"في الهادي من الضلال"يعني نبيه صلى الله عليه وسلم . وعبارة الأغاني:أفترى الله عز وجل شك في نبيه".
(63) سلف هذا البيت وتخريجه في 1:337 .
(64) ديوانه:32 ، وروايته هناك"ونصفه". وهو من قصيدته المشهورة التي يعتذر فيها إلى النعمان . والضمير في قوله:"قالت"إلى"فتاة الحي ، المذكورة في شعر قبله ، وهي زرقاء اليمامة . وهو خبر مشهور ، لا نطيل بذكره .
(65) في المطبوعة:"فهي أوجه في القسوة من أن تكون كالحجارة أو أشد"، واستظهرت تصويبه مما مضى آنفًا ، ومن تأويله بعد ، فوضعت"إما"مكان"من".
(66) انظر ما سلف في 1:327 - 328 .
(67) في المطبوعة:"من وجد إلى ذلك سبيلا". وهو خطأ .
(68) زدت ما بين القوسين ، ليستقيم الكلام .
(69) في المطبوعة:"بذكر الماء عن ذكر الأنهار"، وهو خطأ بين .
(70) في المطبوعة:"وإنما ذكر فقيل . . "، وهو لا شيء .
(71) في المطبوعة:"من:فجر الماء"، وهو خطأ يدل السياق على خلافه ، وهو ما أثبت .
(72) طبقات فحول الشعراء:369 ، والأغاني 8:72 ، وروايتهما"إلا انحدارا"، وراوية الطبري أعرق في الشعر . وفي المطبوعة"قربت"، وهو خطأ محض . قاله عمر بن لجأا حين أخذهما أبو بكر ابن حزم - بأمر الوليد بن عبد الملك - فقرنهما ، وأقامهما على البلس يشهر بهما ، فكان التميمي ينشد هذا البيت في هجاء جرير . وقوله:"ذو بطنه"، كناية جيدة عما يشمأز من ذكره .
(73) أسقط ذكر الآية في المطبوعة ، كأنه استطال التكرار؛ وأقمنا الكلام على نهج أبي جعفر وفي المطبوعة:"لحجارة تشقق"، ورددتها إلى الصواب أيضًا .
(74) تردى من الجبل ترديا:طاح وسقط .
(75) انظر ما سلف 1:534 ، وهذا الجزء 2:132 .
(76) سياق هذه العبارة:جعل منها مثلا لقلوب الذين .
(77) وسياق هذه الجملة:وإنما وصف الله بما وصفها به . . معذرة منه لها"أي للحجارة ، وما بين ذلك فصل كدأب جعفر رحمه الله .
(78) يريد قوله تعالى في سورة النحل:48 ( أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ ) . وانظر تفسير الآية من تفسير الطبري 14:78 ، 79 (بولاق) .
(79) يريد قوله تعالى في سورة الأعراف:143:( فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا ) .
(80) الحديث:1324 - قصة حنين الجذع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، متواترة صحيحة ، لا يشك في صحتها إلا من لا يريد أن يؤمن . وقد عقد الحافظ ابن كثير في التاريخ بابا لذلك 6:125 - 132 قال في أوله:"باب حنين الجذع شوقا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشفقا من فراقه . وقد ورد من حديث جماعة من الصحابة ، بطرق متعددة ، تفيد القطع عند أئمة هذا الشأن ، وفرسان هذا الميدان، ثم ساق من الأحاديث الصحاح من دواوين السنة . وانظر منها في المسند:2236 ، 3430 من حديث ابن عباس . و2237 ، 3431 ، من حديث أنس . و3432 من حديث ابن عباس وأنس . وصحيح البخاري 6:443 (من الفتح) .
(81) الحديث:1325 - روى مسلم في صحيحه 2:203 - 204 ، عن جابر بن سمرة قال:"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:إني لأعرف حجرا بمكة ، كان يسلم عليّ قبل أن أبعث ، إني لأعرفه الآن". وذكره ابن كثير في التاريخ 6:134 ، من مسند أحمد ، ثم نسبه لصحيح مسلم ، ومسند الطيالسي .
(82) مضى هذا البيت في هذا الجزء:2:104 وورد هنا"ترى الأكم فيها"والصواب ما أثبته ، كما مضى آنفًا ، وفي الأضداد لابن الأنباري"منها"مكان"فيها".
(83) المفضليات:407 ، والأضداد لابن الأنباري:257 . من قصيدته المحكمة . و"ساجد"منصوب إذ قبله ، في ذكر عدوه هذا:
ثــم ولـى وهـو لا يحـمى اسـته
طــائر الإتــراف عنـه قـد وقـع
وفي الأصل المطبوع:"إذ يرفعه"، وهو خلل في الكلام . وأثبت ما في المفضليات ، ورواية ابن الأنباري:"ما يرفعه". . يقول أذله فطأطأ رأسه خزيا ، وألزم الأرض بصره ، وصار كأنه أصم لا يسمع ما يقال له ، فهو لا حراك به ، مات وهو حي قائم ، لا يحير جوابا . ولذلك قال بعده:
فـــر منــي هاربــا شــيطانه
حــيث لا يعطـى, ولا شـيئا منـع
(84) هذه الجملة كانت قبل البيت ، فرددتها إلى حيث ينبغي أن ترد .
(85) سلف هذا البيت وتخرجه في هذا الجزء 2:17 ، وروايته هناك "خبر الزبير"، وهي أصح وأجود .
(86) سلف هذا البيت وتخريجه في 1:317 من طبعتنا هذه ، وأغفلت هناك أن أرده إلى هذا الموضع من التفسير ، فقيده .
(87) ليت من تهور من أهل زماننا ، فاجترأ على جعل كتاب ربه منبعا يستقى منه ما يشاء لأهوائه وأهواء أصحاب السلطان - سمع ما يقول أبو جعفر ، فيما تجيزه لغة العرب ، فكيف بما هو تهجم على كلام ربه بغير علم ولا هدى ولا حجة؟ اللهم إنا نبرأ إليك منهم ، ونستعيذ بك أن نضل على آثارهم .
(88) انظر ما سلف 1:559 - 560 ، وهو من تفسير"فارهبون"، ولم ترد مادة (خشي) في القرآن قبل هذا الموضع ، فلذلك قطعت بأنه أحال على هذه الآية .
(89) كانت في المطبوعة"يحصيها ، . . فيجازيكم . . أو يعاقبكم"بالياء في أولها جميعا ، واستجزت أن أردها إلى الاسمية ، لأن الطبري هكذا يقول ، وقد سلف مثل ذلك مرارا ، ورأيت النساخ تصرفوا فيه كما بيناه في موضعه . فاستأنست بنهجه في بيانه ، وهو أبلغ وأقوم .