وبعد هذه الآيات البينات ،لم تلن قلوب بني إسرائيل ،بل بقيت على قسوتها وغلظتها وجفافها .( ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَو أَشَدُّ قَسْوَةً ) .
إنها أشد قسوة من الحجارة ،لأن بعض الحجارة تتفجر منها الأنهار ،أو تنبع منها المياه أو تسقط من خوف الله: ( وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الاَْنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ ) .
لكن قلوب بني إسرائيل أشدّ قسوة من الحجارة ،فلا تنفجر منها عاطفة ولا علم ،ولا تنبع منها قطرة حبّ ،ولا تخفق من خوف الله .
والله عالم بما تنطوي عليه القلوب وما تفعله الأيدي: ( وَمَا اللهُ بَغَافِل عَمَّا تَعْمَلُونَ ) .
/خ74