يقول تعالى ذكره:فانتقمنا منهم، فأرسلنا عليهم الصيحة، فأخذتهم بالحقّ، وذلك أن الله عاقبهم باستحقاقهم العقاب منه بكفرهم به ، وتكذيبهم رسوله ( فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً ) يقول:فصيرناهم بمنـزلة الغثاء، وهو ما ارتفع على السيل ونحوه، كما لا ينتفع به في شيء فإنما هذا مثل، والمعنى:فأهلكناهم فجعلناهم كالشيء الذي لا منفعة فيه.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال:ثني أبي، قال:ثني عمي، قال:ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس:( فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) يقول:جعلوا كالشيء الميت البالي من الشجر.
حدثني محمد بن عمرو، قال:ثنا أبو عاصم، قال:ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال:ثنا الحسن، قال:ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد:( غُثَاءً ) كالرميم الهامد، الذي يحتمل السيل.
حدثنا القاسم، قال:ثنا الحسين، قال:ثني حجاج، عن ابن جُرَيج:( فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً ) قال:كالرميم الهامد الذي يحتمل السيل.
حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال:ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة:( فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً ) قال:هو الشيء البالي.
حدثنا الحسن، قال:أخبرنا عبد الرزاق، قال:أخبرنا معمر. عن قتادة، مثله.
حدثني يونس، قال:أخبرنا ابن وهب، قال:قال ابن زيد، في قوله:( فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً ) قال:هذا مثل ضربه الله.
وقوله:( فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) يقول:فأبعد الله القوم الكافرين بهلاكهم؛ إذ كفروا بربهم ، وعصوا رسله ، وظلموا أنفسهم.
حدثنا القاسم، قال:ثنا الحسين، قال:ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد، قال:أولئك ثمود، يعني قوله:( فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ).