وقوله:( يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ ) فتأويله على التأويل الذي ذكرنا من الخبر عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم:"يَوْمَ يُوَلُّونَ هارِبينَ فِي الأرْضِ حِذَارَ عَذَابِ اللهِ وَعِقابِهِ عِنْدَ مُعَايَنَتِهم جَهَنَّمَ".
وتأويله على التأويل الذي قاله قَتادة في معنى ( يَوْمَ التَّنَادِ ):يوم تولُّون مُنْصَرِفِينَ عن موقف الحساب إلى جهنم.
وبنحو ذلك روي الخبر عنه, وعمن قال نحو مقالته في معنى ( يَوْمَ التَّنَادِ ) .
* ذكر من قال ذلك.
حدثنا بشر, قال. ثنا يزيد, قال. ثنا سعيد, عن قتادة ( يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ ):أي منطَلقا بكم إلى النار.
وأولى القولين في ذلك بالصواب, القول الذي رُوي عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم, وإن كان الذي قاله قتادة في ذلك غير بعيد من الحقّ, وبه قال جماعه من أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو, قال. ثنا أبو عاصم, قال. ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال:ثنا الحسن, قال:ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله:( يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ ) قال:فارّين غير معجزين.
وقوله:( مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ) يقول:ما لكم من الله مانع يمنعكم, وناصر ينصركم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر, قال:ثنا يزيد, قال. ثنا سعيد, عن قتادة ( مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ):أي من ناصر.
وقوله:( وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) يقول:ومن يخذله الله فلم يوفّقه لرشده, فما له من موفّق يوفّقه له.