القول في تأويل قوله:يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَـزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ (64)
قال أبو جعفر:يقول تعالى ذكره:يخشى المنافقون أن تنـزل فيهم (5) =(سورة تنبئهم بما في قلوبهم), يقول:تظهر المؤمنين على ما في قلوبهم. (6)
* * *
وقيل:إن الله أنـزل هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم, لأن المنافقين كانوا إذا عابوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكروا شيئًا من أمره وأمر المسلمين, قالوا:"لعل الله لا يفشي سِرَّنا!"، فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم:قل لهم:(استهزءوا), متهددًا لهم متوعدًا:(إن الله مخرج ما تحذرون).
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
16907- حدثنا محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم, عن عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد:(يحذر المنافقون أن تنـزل عليهم سورة)، قال:يقولون القول بينهم, ثم يقولون:"عسى الله أن لا يفشي سرنا علينا!".
16908- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج,عن ابن جريج, عن مجاهد مثله = إلا أنه قال:سِرَّنا هذا.
* * *
وأما قوله:(إن الله مخرجٌ ما تحذرون)، فإنه يعني به:إن الله مظهر عليكم، أيها المنافقون ما كنتم تحذرون أن تظهروه, فأظهر الله ذلك عليهم وفضحهم, (7) فكانت هذه السورة تدعَى:(الفَاضِحَةَ).
16909- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قال:كانت تسمَّى هذه السورة:(الفَاضِحَةَ)، فاضحة المنافقين.
--------------------
الهوامش:
(5) انظر تفسير "الحذر"فيما سلف 10:575.
(6) انظر تفسير "النبأ "فيما سلف 13:252 ، تعليق:2 ، والمراجع هناك.
(7) انظر تفسير "الإخراج"فيما سلف 2:228 12:211.