وقوله:( وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ) يقول تعالى ذكره:فأقسم بوالد وبولده الذي وَلَد.
ثم اختلف أهل التأويل في المعنّي بذلك من الوالد وما ولد، فقال بعضهم:عُنِي بالوالد:كلّ والد، وما ولد:كلّ عاقر لم يلد.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا أبو كُرَيب، قال:ثنا ابن عطية، عن شريك، عن خصيف، عن عكرمة، عن ابن عباس في:( وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ) قال:الوالد:الذي يلد، وما ولد:العاقر الذي لا يولد له.
حدثنا ابن حميد، قال:ثنا مهران، عن سفيان، عن خصيف، عن عكرمة، عن ابن عباس ( وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ) قال:العاقر، والتي تلد.
حدثنا أبو كُرَيب، قال:ثنا وكيع، عن النضر بن عربي، عن عكرِمة ( وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ) قال:العاقر، والتي تلد.
حدثني محمد بن سعد، قال:ثني أبي، قال:ثني عمي، قال:ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ) قال:هو الوالد وولده.
وقال آخرون:عُنِي بذلك:آدم وولده.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة، قال:ثنا أبو عاصم، قال:ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ) قال:الوالد:آدم، وما ولد:ولده.
حدثني محمد بن عمرو، قال:ثنا أبو عاصم، قال:ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال:ثنا الحسن، قال:ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:( وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ) قال:ولده.
حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادة ( وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ) قال:آدم وما ولد .
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال:ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ) قال:آدم وما ولد.
حدثنا أبو كريب، قال:ثنا ابن أبي زائدة، عن ابن أبي خالد، عن أبي صالح في قول الله ( وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ) قال:آدم وما ولد.
حُدثت عن الحسين، قال:سمعت أبا معاذ يقول:ثنا عبيد، قال:سمعت الضحاك يقول، في قوله:( وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ) قال:الوالد:آدم، وما ولد:ولده.
حدثنا ابن حميد، قال:ثنا مهران، عن سفيان، قوله:( وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ) قال:آدم وما ولد.
حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال:ثنا محمد بن عبيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح، في قوله:( وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ) قال:آدم وما ولد.
وقال آخرون:عُنِي بذلك:إبراهيم وما ولد.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن موسى الحَرَشيّ، قال:ثنا جعفر بن سليمان، قال:سمعت أبا عمران الجَوْنِيّ يقرأ:( وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ) قال:إبراهيم وما ولد.
والصواب من القول في ذلك:ما قاله الذي قالوا:إن الله أقسم بكلّ والد وولده، لأن الله عم كلّ والد وما ولد. وغير جائز أن يخصّ ذلك إلا بحجة يجب التسليم لها من خبر، أو عقل، ولا خبر بخصوص ذلك، ولا برهان يجب التسليم له بخصوصه، فهو على عمومه كما عمه.