ووالد وما ولد
{وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ} ذكر المفسرون أن المراد بالوالد هو إبراهيم ،وبالولد إسماعيل ،وذلك من أجل التناسب مع البلد الذي أقسم به ،من جهة علاقتهما ببناء البيت وتأسيس البلد نفسه .وقد يكون المعنى معقولاً ومناسباً ،ولكن ذلك لا يصلح أن يكون قرينةً في مستوى الظهور .
وقيل: المراد «بوالد وما ولد » آدم وبنوه جميعاً ،بتقريب أن المقسم عليه بهذه الأقسام خَلْقُ الإنسان في كبد ،وقدّس الله في خلق هذا النوع وإبقاء وجوده سنّة الولادة ،فقد أقسم في هذه الآيات بمحصول هذه السنّة وهو الوالد وما ولد ،على أن الإنسان في كدِّ وتعب بحسب نوع خلقته من حين يحيا إلى حين يموت .
ولعل هذا هو الأقرب إلى الاعتبار ،لإبقاء الإطلاق على حاله مع مناسبته للمقسم عليه الذي يتأكد مضمونه بالإشارة إلى سنّة التوالد ،ما يعني بأن مبدأ الاشتقاق ملحوظ في المسألة ،بالإضافة إلى الإيحاء بالإنسان الخاضع لهذا المبدأ الإلهي في سنته الطبيعية التي أجرى الوجود الإنساني عليها .وبهذا يتقدم هذا الوجه على الوجه الأول ،فإن انطباق الآبة على إبراهيم وإسماعيل ( ع ) لا يجعل للمبدأ خصوصية في التعبير .