أسباب النزول | المصدر |
---|---|
١- أما صدرها فذكر أبو حيان بغير إسناد قال: قيل إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لايدخل قصبة المدينة إلا مؤمن" فقال كعب بن الأشرف وكعب بن يهوذا وغيرهما: اذهبوا فتجسسوا أخبار من آمن وقولوا لهم آمنا واكفروا إذا رجعتم. وأما باقيها فأخرج الطبري من طريق ابن جريج عن مجاهد قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم تحت حصون بني قريظة فقال: "يا إخوان القردة والخنازير ويا عبد الطاغوت". فقالوا: من أخبر محمدا بهذا؟ ما خرج هذا إلا منكم! أتحدثونهم بما فتح الله عليكم فيكون لهم حجة عليكم. وأخرجه عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عليا إلى بني قريظة فآذوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "اخسئوا يا أخوة القردة والخنازير". فقالوا من حدث محمدا بهذا؟ وللطبري من طريق بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس في قوله {بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُم} : بما أكرمكم الله به فيقول الآخرون: إنما نستهزئ بهم. قلت: فعلى هذا المراد بالفتح الإنعام والكرامة، وعلى الأول الفتح العقوبة، ويشهد له {افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ} . وقد أخرج الطبري من طريق السدي التصريح بأن المراد بالفتح هنا العذاب ولفظه: قال في قوله تعالى: {أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُم} يعني من العذاب وهو الفتح قولوا لهم: نحن أكرم على الله منكم. وجاء في السبب المذكور: ٢- قول آخر فأخرج عبد الرزاق في "تفسيره" عن معمر عن قتادة قال: كانوا يقولون إنه سيكون نبي -يعني في آخر الزمان- فخلا بعضهم إلى بعض فقالوا: أتحدثونهم بهذا فيحتجون عليكم به. وكذا أخرجه عبد بن حميد من طريق شيبان عن قتادة وسياقه أبسط من هذا ونحوه للطبري من طريق أبي العالية ولفظه: يعني بما أنزل الله في كتابه من بعث محمد صلى الله عليه وسلم. وذكره ابن إسحاق عن محمد عن سعيد أو عكرمة عن ابن عباس بلفظ آخر في قوله: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا} أي: إن صاحبكم رسول الله ولكنه إليكم خاصة {وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُم} بهذا فتقوم عليكم الحجة جحدوا ولا تقروا بأنه نبي أصلا يعني أن النبي لا يكذب وقد قال إنه رسول الله إلى الناس جميعا. ٣- وجاء فيه قول آخر ابن أبي حاتم من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة: إن امرأة من اليهود أصابت فاحشة فجاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يطلبون منه الحكم رجاء الرخصة فدعا النبي صلى الله عليه وسلم، عالمهم فذكر قصة الرجم قال ففي ذلك نزلت: {وَإِذَ خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُم} الآية.' | المحرر في أسباب نزول القرآن من خلال الكتب التسعة |