مطلب : الزنا قبيح في العقل قبل ورود السمع
قوله تعالى : { وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً } فيه الإخبار بتحريم الزنا وأنه قبيح لأن الفاحشة هي التي قد تَفَاحَشَ قُبْحُه وعَظُمَ ، وفيه دليل على أن الزنا قبيح في العقل قبل ورود السمع ؛ لأن الله سماه فاحشة ولم يخصص به حاله قبل ورود السمع أو بعده . ومن الدليل على أن الزنا قبيح في العقل أن الزانية لا نَسَبَ لولدها من قِبَلِ الأب ، إذ ليس بعض الزناة أوْلى به لحاقه به من بعض ، ففيه قطع الأنساب ومنع ما يتعلق بها من الحرمات في المواريث والمناكحات وصلة الأرحام وإبطال حقّ الوالد على الولد وما جرى مجرى ذلك من الحقوق التي تبطل مع الزنا ، وذلك قبيح في العقول مستنكر في العادات ؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : " الوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وللْعَاهِرِ الحَجَرُ " لأنه لو لم يكن النسب مقصوراً على الفراش وما هو في حكم الفراش لما كان صاحب الفراش بأوْلى بالنسب من الزاني وكان ذلك يؤدّي إلى إبطال الأنساب وإسقاط ما يتعلق بها من الحقوق والحرمات .