قوله تعالى : { فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ المِحْرَابِ } . قال أبو عبيدة : المحراب صَدْرُ المجلس ، ومنه محراب المسجد . وقيل : إن المحراب الغرفة ، ومنه قوله تعالى : { إِذْ تَسَوّروا المِحْرَابَ } [ ص : 21 ] . وقيل : المحراب المصلَّى .
وقوله تعالى : { فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ } ، قيل فيه : إنه أشار إليهم وأومأ بيده ، فقامت الإشارة في هذا الموضع مقام القول ؛ لأنها أفادت ما يفيده القول ؛ وهذا يدل على أن إشارة الأخرس معمول عليها قائمة فيها يلزمه مقام القول . ولم يختلف الفقهاء أن إشارة الصحيح لا تقوم مقام قوله ، وإنما كان في الأخرس كذلك لأنه بالعادة والمِرَانِ والضرورة الداعية إليها قد عُلم بها ما يعلم بالقول ، وليس للصحيح في ذلك عادة معروفة فيعمل عليها ؛ ولذلك قال أصحابنا فيمن اعتقل لسانه فأومأ وأشار بوصية أو غيرها أنه لا يُعمل على ذلك لأنه ليس له عادة جارية بذلك حتى يكون في معنى الأخرس .