قوله تعالى : { بَرَاءَة مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ } ، الآية :[ 1 ] :
اعلم أن الإمام إذا استشعر من أهل العهد جناية ، أو توقع منهم غائلة ، كان له نبذ عهدهم إليهم ، دفعاً لغائلتهم ، حتى لا يؤتى من حيث لا يشعر ، إلا أنه إنما يجوز ذلك بأن يجاهر بنبذ العهد إليهم ، حتى لا يكتسبهم مغافصة{[1369]} فيشبه الغدر ، ويجوز أيضاً أن يعاهد المشركين إلى أن يرى فيه رأيه ، كما عاهد أهل خيبر ، وقال في العهد : أقركم ما أقركم الله ثم أجلاهم عمر ، وكل ذلك جائز .
وإذا ثبت ذلك فقوله : { بَرَاءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إلىَ الّذِينَ عَاهَدْتُم مِنَ المُشرِكِينَ } : يدل على أن عهداً قد تقدم بينهم ، وأنه قد نقض .