– قوله تعالى : { ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم ( 9 ) } :
هذه الآية تقتضي أن أعمالهم في كفرهم التي في وجوه البر مقيدة محفوظة . ولا خلاف أن الكافر له حفظة يكتبون سيئاته . واختلف الناس في حسناتهم ، فقال قوم هي ملغاة يثابون عليها بنعم الدنيا فقط . وقال قوم هي محصاة من أجل ثواب الدنيا ومن أجل أنه قد يسلم فيضاف ذلك إلى حسناته في الإسلام . وهذا أحد التأويلين في قول النبي صلى الله عليه وسلم لحكيم بن حزام : " أسلمت على ما سلف لك من خير " {[10493]} فقوم قالوا معناه أسلمت على بعد ما سلف لك من خير ، وهو الذي أشرنا إليه . وقال قوم معناه إسقاط ما سلف لك من خير إذ قد أثبت عليه بنعم دنياك . وذكر الطبري أن أعمالهم التي أخبر الله تعالى في هذه الآية بحبطها هي عبادتهم الأصنام وكفرهم . ومعنى أحبط جعلها من العمل الذي لا يذكر ولا يعتد به فهي لذلك كالذي أحبط {[10494]} .