– قوله تعالى : { وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ( 18 ) } :
قال ابن قتيبة في المشكل : يريد بالمساجد السجود مصدرا مجموعا . وقيل يريد بالمساجد المساجد المخصوصة للصلاة . وأضافها تعالى إلى نفسه تشريفا لها ، فلذلك لم ينبغ إلا أن تفرد بما هو خالص لله تعالى من صلاة ودعاء وقراءة علم فلا يتحدث فيها في أمور الدنيا ولا يتجر فيها ولا يتخذ طريقا ولا يجعل فيها حظ لغير لله تعالى {[10832]} . وقد اختلف في القضاء فيها ، فأجازه مالك اتباعا للسنة الواردة في ذلك من قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ولم يجزه الشافعي لهذه الآية ونحوها . وكذلك اختلف في إقامة الحدود والأدب فيها . والأظهر منع ذلك إلا ما خف لأن ذلك أيضا إنما هو لله تعالى .