– قوله تعالى : { لابثين فيها أحقابا ( 23 ) } :
يعني الكفار . أخبر تعالى بأنهم لابثون في جهنم أحقابا . واختلف الناس فيها . فطائفة رأت أنها منسوخة وأنهم مخلدون في النار لأن هذه الآية تقتضي عندهم أنهم لا يخلدون فنسخها عندهم قوله تعالى : { فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا ( 30 ) } [ النبأ : 30 ] ، وممن ذهب إلى هذا مقاتل بن حيان . واختلف الذاهبون إلى هذا في الأحقاب كم هي اختلافا كثيرا لا معنى لذكره . وهذا قول ضعيف لأنه خبر محض فلا يدخله نسخ بوجه . وذهب قوم إلى أن المراد بالآية عصاة المؤمنين ، وهذا ضعيف لأن ما بعده من الآيات مفسر . وذهب قوم إلى أنها في الكفار وأن المعنى أنهم يلبثون فيها أحقابا غير ذائقين بردا ولا شرابا . فبهذه الحال يلبثون أحقابا ثم يبقى العذاب سرمدا وهم يشربون أشربة جهنم . والذي ينبغي أن يقال : معنى الآية أنه تعالى أخبر عن الكفار أنهم يلبثون أحقابا كلما مر حقب جاء غيره إلى غير نهاية .