/م1
( وإنّه على ذلك لشهيد ) .
فهو بصير بنفسه ،وإن استطاع أن يخفي سريرته فلا يستطيع أن يخفيها عن الله وعن ضميره ،اعترف بهذه الحقيقة أم لم يعترف .
قيل: إن الضمير في ( إنّه ) يعود إلى الله ،أي إن الله شهيد على وجود صفة الكنود في الإِنسان .
ولكن الآيات السابقة واللاحقة تحمل ضمائر تعود على الإِنسان .وبذا نستبعد هذا الاحتمال ،وإن رجحه كثير من المفسّرين .
واحتمل بعضهم أن يكون المعنى شهادة الإِنسان على عيوبه وذنوبه يوم القيامة كما ورد في مواضع متعددة من القرآن .
وهذا التّفسير لا يقوم على دليل ؛لأنّ مفهوم الآية واسع يشغل شهادة الإنسان على كنوده في هذه الدنيا أيضاً .
صحيح أن الإِنسان يعجز أحياناً عن معرفة نفسه ،وبذلك يخدع ضميره ،وتصبح الصفات الذميمةبتسويل الشيطان وتزيينهحسنة ممدوحة لديه .ولكن صفة الكنود وهي الكفران والبخل واضحة إلى درجة لا يستطيع أن يخدع ضميره وأن يغطي عليها .
/خ11